2008/01/28

قاع المدينة

من خلال قرأتي كعادتي قبل النوم في احدي الروايات العربية
فقد انتهيت أمس من رواية قاع المدينة للاديب يوسف أدريس
وملخصها كالاتي
تتمحور فكرة الروايه في شخصيتين محوريتين
قاضي ويدعي الاستاذ عبد الله
والخادمه وتدعي شهرة
الاستاذ عبد رجل محترم ولا اذكيه علي الله فلا يتكلم الا بحساب
ولا يختلط بالاخرين الا في حدود ضيقه ومعارفه لا تتعدي اصابع اليد الواحده
وعمره 34 عام ولا يريد ان يتزوج الا بعد سن 35 لغرض في نفس يعقوب
ما علينا خلينا في موضوعنا
بدت القصه بفقدان الاستاذ عبد الله لساعته واللي هي مش قيمه ولا حاجه ولكن
فكرة اختفائها او سرقتها شئ مثير للجدل لرجل في مركزة
وبعد تفكير عميق جداااااااااااااااااااااااااااااا
اه ما هو قاضي بقي
اكتشف ان السارقه هي شهرة الخادمه
وبالفعل داهم بيتها هو واحد اصدقائه وفاجئها وحدث السيناريو مثلما وضعه تماما
وانهارت شهرت واحضرت الساعه
ودا طبيعي جدا انه يحصل من انسانه من قاع المدينه-وجهة نظر الاستاذ عبد الله
كانت تحيا في بيت متهتك خلف جامع الازهرهي وثلاثة ابناء واب غير متحمل لاي مسؤوليه
هي كانت الرجل والمرأة في المنزل والعائل الوحيد لهذة الاسرة
ولكن لقذارة منبتها سرقت ولي نعمتها
طبعا الاستاذ عبد الله كان مفتخر جدا بنفسه وبأن توقعه كان في محله بعدما فحص ومحص القضية من جميع جوانبها ودا طبيعي جدا مش هو قاضي يا جماعه
واخذ يتباهي في اي جلسه بهذه الروايه
نسيت بقي اقولكم حاجه مهمه جدا
الاستاذ عبد الله المحترم
كان له علاقه غير شرعيه مع هذة السيدة
وكان تقريبا لا يستطع الاستغناء عنها
وكان يلبي لها طلباتها الماديه حتي تستطيع ان تكفي احتياجات ابنائها
ولكنه وعلي عادة الرجال زهق منها
وقرر انه يستغني عنها لكن مش كان عارف يعمل كدا ازاي
اصلها تقريبا كانت صعبانه عليه واخلاقه يا حرام كانت تمنعه من طردها
وبالمناسبة هو كمان اعترف بانها لم تفعل هذا الفعل المشين مع احد قبله
بخلاف زوجها
وكان الاستاذ عبد الله اوقات كتير يسألها عن هل هي تحبه ام لا
هل تستمتع مع زوجها مثلما حالها معاه ام لا
ولكن لما زهق بقي وكان عاوز يغير
وكان يا حرام اخلاقه منعاه من طردها لانها لا يوجد لها عائل سوي عملها عنده
قرر انه يقلل مرتبها
وهي مستحملتش دا ولكنها لا تستطيع ان تترك العمل عنده
ما احنا قولنا دا ولي نعمتها وهي لا يوجد لها عائل سوي عملها عنده
ولما احتاجت فلوس طلبت منه سلفه
رفض طبعا
راحت شهرة سرقت الساعه
اه نسيت كمان اقولكم ان اتضح من خلال الروايه وبعض ثناياها ان الاستاذ عبد الله كان يعرف اناث غيرها
واحدةة للخروج والعشا
وواحده للسينما
وشهرة للبيت
وبعد نهاية قرأتي بجد كل الموازين اتلغبطت
ايه مقياس الانسان واللي عن طريقه نقدر نقر بأنه انسان جدير بكل احترام...
هل النشأة؟
ام البيئه؟
ام التربية؟
ام الحاله الاجتماعيه؟
أم وضعه الاجتماعي؟
ام علاقاته؟
ولا الحقيقه ان هذا الزمان مفتقد للمعني الحقيقي للاحترام وان بلدنا كلها اصبحت قاع مدينة ملئ بالقاذورات وجميع الاخلاق الغير مرغوب فيها من قبل بني البشر!!!

9 comments:

Abd-Alrahman said...

هوة غالبا الزمن هوة الي افتقد لمعني الاحترام الحقيقي
والاخلاق تقدري تقولي معظمها فسدت
الا ما رحم ربي

مدونتك جميلة وهادية
اول زيارة ليا عندك

white Angel said...

د.عبد الرحمن
اشكر زيارتك
واتمني تكرار الزيارة


تحياتي

HeBa said...

مرحبا

المعيار الأساسي للاحترام حاليا هو الوضع الإجتماعي

يعني مكانة الشخص ووضعه الإجتماعي هي التي تحدد مدى احترام الناس للشخص

والأخلاق والتربية وباقي الأشياء مبقتش تفرق كتير

ولو فرضنا إن موظف كبير مثلا وفاسد هتلاقي كل الناس بتحترمه مع أنهم عارفين فساده

وممكن يكون شخص محترم جدا و أخلاقه عالية جدا لكن وضعه الإجتماعي متواضع والناس ما تحترموش .

الوضع الإجتماعي هو معيار الاحترام حاليا وطبعا المعيار فاشل جدا

white Angel said...

عزيزتي هبه
اشكر مرورك وكعادتك تعليقاتك مفيدة وفي صميم ما اقول
فيا له من زمن انهارت بداخله جميع الاخلاق النبيله وما بقي لنا
لا يستطيع ان يقوم معوج او يصلح خطأ او يرد ظالم

تحياتي

rack-yourminds said...

تقريبا انا قرات هذه الروايه
---

الحقيقه يا سيدتي ان قيم وسلوكيات المجتمع تدهورت كثيرا جدا ,ولكن بعتقد انه ما زال فيه ناس كويسه وان كانوا نادرين جدا

تحياتي وسلامي

Unknown said...

يا الله
السؤال ده كنت لسه بساله من يومين بس
لما لاقيت جماعه زمايلنا فى دفعتنا على استعداد يبيعوا ضمائرهم مقابل الفلوس
مكنتش مصدقه ان فى حد معانا وزينا ممكن يفكر كده
افتكر ان العيب على التربيه وغياب التدين واللهث وراء الماده
بصراحه يا ملك انا مش شايفه اى مبرر للخطأ كل انسان ميسر ومخير
ايه القصه الرعب اللى قبل النوم دى
نصيحه اشربى شاى بلبن وانتى بتقريها
وبلاش تطفى النور
:)

عابد الرحمن said...

يوسف ادريس بجد من الكتاب العظام وزاد احترامي ليه لما عرفت انك بتقري ليه
عشان انا عارف ان ملاك مش بتقرى لأي حد وبالنسبة لعصرنا دلوقتي الراجل يقدر ماديا ومستواه الاجتماعي
شكراااااااااااااااا وبجد بوست جميل

Hadota ... حدوتة said...

انا شايفة ان الانسان المفروض يقيم باخلاقه ومدى احترامه لنفسه وللبيئة اللى هوا عايش فيها وما يرتبط بها من عادات وتقاليد وقيم اتربينا عليها وبقت جزء مننا

انا شايفه ان الدنيا لسه بخير
وان فيه ناس كتير لسه متمسكة بالقيم دى

ومش معنى وجود واحد يشذ على القاعدة ان نحكم على كل حياتنا والافراد المحيطين بينا انهم قاع مدينة


اكيد كل بيئة بيبقى فيها عنصر خارج عن المألوف فى بعض حاجات .. وبعدين الفترة اللى اتكتبت فيها القصة دى كانت منتشرة النامذج دى معرفش ليه .. هتلاقى النماذج دى بالعبيط فى قصص يوسف السباعى واحسان عبدالقدوس ..ونجيب محفوظ


تحياتى وشكرا على البوست الجميل دا

بجد اسلوبك حلو اوى

:)

white Angel said...

rack yourmind
اشكر وجودك وتشريفك ليا
واكي في ناس كويسين انا معاك لكن السيئه تعم كما تعلم
تحياتي
-----------------------------

لماضه
انتي جميله وبحب تعليقاتك واعدك بشرب اللبن

تحياتي يا قمر
---------------------------------
عابد الرحمن
طبعا وجودك دايما بيسعدني واشكرك علي المكانه العاليه اوي اللي انت حطيتني فيها بس دي عاليه اوي واخاف اقع

تحياتي واتمني دايما اكون عند حسن ظنك
---------------------------------
حدوته
طبعا انت دايما منوراني بوجودك
واتفق معكي كثيرا فيما سردتي
ولكن صدقيني النماذج دي من البشر مش ايام زمان وبس عصرنا دا مليان باللي اكتر من كدا

تحياتي